يوم عشت مواجهة عسكرية بين جنودنا وعناصر إرهابية
وأنا أراقب من سفح جبل سمامة عملية الهجوم العسكري لقوات ''الفوج 11 مشاة ميكانيكية'' و الأمن الداخلي بإسناد من القوات العسكرية البريّة والجوية على عناصر إرهابية أمس الخميس 11 افريل 2019 شعرت بخفقات قوية وخوف على جنودنا البواسل الذي نزلوا أمس تحت غبار العتاد في تضاريس جبل سمامة الوعرة وقد صاحبهم صوت الذخيرة الحية "صوت الكرطوش الحي" بقوته وهم مثقلون بالسترات الواقية من الرصاص وخوذات خضراء خضرة تونس وجبالها وسهولها .
وأنا أشاهد تحركاتهم السريعة في ملاحقة العناصر الإرهابية وتفجير مخبئهم ضاق صدري لسببين الأول لمجرد التفكير في ثقل السترة الواقية من الرصاص التي إرتديتها وشعرت بثقلها على صدري وكتفي لحماية من أي ضرر، وثانيا لمجرد التفكير في ثقل ما يحمله جنودنا وهم يجاهدون للذود عن الوطن ولحماية أمن أهالي المنطقة في هذا الوطن وسط غدر ووحشية الإرهابيين وألم الألغام إن فجرت في وجوههم بمنطقة أغلبها مناطق عسكرية مغلقة ممنوع الاقتراب منها وإلا فالموت محقق.
وانتهت العملية العسكرية البيضاء وسط يقظة على الميدان وإنسجام كبير بين الوحدات العسكرية والأمنية البرية والجوية في تأمين العميلة وحماية وفد كبير من الصحفيين في ذات الوقت "نعم زدنا ثقلا على مهامهم أمس بمسؤولية تأمين حمايتنا خلال زيارتنا لهم يوم أمس فليغفروا لنا ".
ولتحقيق هذا الانسجام بين الوحدات العسكرية والأمنية يسبق كل مهمة لعملية مشتركة تحضير لمتطلباتها بين الشرطة والحرس وغيرهم من المتدخلين حسب ماصرح به العقيد عبد الغفار الصغير آمر الفوج 11 مشاة ميكانيكية بولاية القصرين .
أعتبر زيارتي أمس لجبل سمامة بولاية القصرين التي تعاني منذ سنوات خطر الإرهابيين الذين يستهدفون حياة قواتنا وأهالينا وأرضنا تونس زيارة ميدانية مهمة جدا لي كصحفية لجبال شامخة وعرة كجبال الشعانبي وما جاورها .
ماعشته أمس من نضال جنودنا البواسل ذكرني بحلم وحماسة شابة الباكالوريا يوم تمنيت الدراسة بأحد المدارس العسكرية لأكون قائدة فوج أو فريق أو حضيرة ليس لمجرد القيادة بل لنبل هذه المهمة والواجب الوطني الذي يسبق حبك لنفسك ولعائلتك ولحياتك ذلك الجهاد الذي يرافقك عند خروجك من المنزل أو الثكنة العسكرية حاملا معه فقط زادك من دعوات الأهل والأصدقاء بحماية الرب لك وعودتك سالما وفي الختام " لايعيش شرف ونبل هذا الإحساس إلا جند الوطن عسكريون كانوا أو أمنيون بكل أصنافهم.
* هناء السلطاني
* صور شمس الدين كركات

.jpg)